{ نفسى حزينه حتى الموت }
لماذا قيل عن السيد المسيح انه
" ابتدأ يحزن " " ويدهش " " ويكتئب " ( مر 14 :32 ) ؟
ولماذا قال السيد المسيح " نفسى حزينه جدا" حتى الموت " ؟
+ هناك ملحوظه هامه وهو ان الام السيد المسيح مثل الحزن والجهاد ، العرق ، الاضطراب
الصلب هى الام حقيقيه تخص طبيعته البشريه
فقط بينما طبيعته الالهيه غير متألمه ( اللاهوت لا يتألم )
لانه بطبيعته الناسوتيه مجرب فى كل شىء مثلنا
بلا خطيه ولذا لا نتعجب اذا راينا تعبيرات عن السيد المسيح بخصوص الخوف
والحزن والبكاء والالم
+ سبب حزن السيد المسيح الرهيب لم يأت بالطبع من الخوف الانسانى من الموت
لان من له سلطان ان يضع نفسه وان يأخذها ايضا"
كيف يمكن ان يخاف بعد ذلك من الموت
+ ولكن هذا الخوف بسبب حقيقه ان الموت هو النتيجه المسيئه لسقوط
الانسان وهو القوه المفسده للخليقه جدا"
من اجل ذلك كأنما الانسان واحد دخلت الخطيه الى العالم وبالخطيه الموت وهكذا اجتاز
الموت الى جميع الناس اذا اخطا الجميع
+ اذا كانت ملائكة الله تفرح بخاطىء واحد يتوب
وبالتالى تحزن لعدم توبته فكم بالاكثر يحزن السيد خالق البشر والملائكه على كل خطايا البشر
+ حزين على جحود اسرائيل
جحود ابنه البكر ورفضهم له
الى خاصته جاء وخاصته لم تقبله
وحزين حتى الموت بسبب سلوكهم نحوه ورفضهم اياه وهكذا فقدوا خلاصهم
+ لكى يخفى وقتيا" طبيعته الالهيه عن الشيطان لانه ربما اذا رأه الشيطان
وهو يسير الى موت الصليب بدون اى مشاعر حزن سيظن عندئذ انه اله فقط
وليس انسانا" ايضا" ومن ثم سيعرقل المسيره الطبيعيه لخطه التدبير الالهى
+ فى هذه اللحظه وضع عليه كل خطايا العالم مثل الخروف الذى كان يحمل
خطيه الذى يقدمه ( الخروف برىء بلا خطيه وليس خاطئا" )
+ وصار حامل خطايا العالم كله وطبيعته هى القداسه والطهاره والنقاوه
وتسكب عليه كل خطايا العالم ( قذارة العالم كله، شهوات ، اساءات ، كذب ، نميمه ، افتراء ، انحطاطات )
وهل بعد هذا كله لا نجد نفسه حزينه حتى الموت ؟
+ كيف ان القدوس البار الذى هو وحده بلا خطيه يحمل خطايا ونجاسات
وتعديات كل البشريه فى كل العصور
من ادم الى اخر الدهور
كيف ان الابن الحبيب يحمل اللعنه التى حلت على البشريه
يقول القديس بولس " لانه جعل الذى لم يعرف خطيه صار خطيه لاجلنا "
اذكروني في صلواتكم اخوكم الخاطي ......... الدرهم المفقود