كان الاب ماريو ذاهبا كعادته لقضاء بعض الامور الخاصة بالدير بعد صلاة التسبحة و قد كان الجو باردا جدا لذا وضع السترة الجلدية على كتفيه و الكتاب المقدس في المنطقة الجلد عاى حقويه و انطلق، و في اثناء سيره تذكر رغبته الشديدة في التوحد و كيف يعارض رئيس الدير هذا و ذلك لصغر سنه و قد كان الاب ماريو يعتقد ان الطاعة هى اعظم بركة من التوحد.
في اثناء ذهابه جلس ليرتاح قليلا، و ما ان اغمض عينيه حتى سمع صوت قوي يأمره ان يرفع يديه الى الاعلى، فلما فتح عينيه وجد نفسه محاطا بمجموعة من الرجال ذوو الهيئات المخيفة فأدرك في الحال انه محاط بجماعة من المافيا الذين قتلوا احد اقاربه لانه لم يستطع ان يدغع الفدية لهم.
وجهوا له عدة اسئلة سريعة و عندما همّ بالاجابة عن الاسئلة حتى وجدهم يقيدوه و يأخذوا منه الكتاب المقدس ظانين انه احد رجال الشرطة المتخفيين، حاول معهم جاهدا ان يقنعهم انه لا يمد للشرطة بصلة و لكنهم لم يقتنعوا و اخذوه الى مخبأهم.
وجد الاب ماريو نفسه في مغارة بكامل المحتويات و كأنه في شقة بكامل الكماليات، بعد قليل دخل عليهم شخص بدا في هيئته عظيما لانه رئيسهم و قد امر ان يفكوا وثاقه.
لم يخف الاب ماريو من العصابة بل كان موقنا ان بداخلهم اناس طيبون و ان الظروف هى التي جعلتهم كذلك و هو بالفعل ما كان حدث فرئيس العصابة كان ابوه مظلموما من الشرطة و قد مات في احدى زنزانات السجن المظلمة بعد معاملة قاسية من الشرطة له.
لم يجد الزعيم في هذا الراهب خطر و لكنه فضّل ان يبقيه عندهم حتى يتحقق من امره و اعطوه مساحة خاصة له، و بعد تعايشات كثيرة مع اللصوص بدأوا يحبوه لما بدر منه من كرم في الاخلاق و حب الخير للجميع لذا خففوا من مراقبتهم له بل انهم اهدوه ملابس رهبنة جديدة تعبيرا عن حبهم له، ثم انار الله بصيرتهم فذهب كل واحد منه الى حال سبيله و بقى الاب ماريو وحده في هذه المغارة التي طالما حلم في التوحد بها.
بعد فترة ليست بكثيرة وجد ان بعض اللصوص من العصابة التي احتجزته جاءوا يطلبوا منه ان يعيشوا معه و هكذا اسس هذا الاب الراهب ديرا صغيرا في هذه المغارة و التي كانت من قبل لللصوص.
تأمل صغير
يمككنا بأخلاقنا و ادبنا ان نظهر للناس ماهية مسيحيتنا و ان نبشر ليس بالضرورة كما كان يفعا الاباء الرسل بل فقط بتصرفاتنا و الله قادر ان يصنع من الحجارة اولادا لابراهيم المهم ان نسعى.
"اله السماء يعطينا النجاح و نحن عبيده نقوم و نبني" :
الأحد يوليو 11, 2010 10:52 pm